قوتان
هناك قوتان أساسيتان تشكلان الحياة: "قوة الحب" و"حب القوة".
يؤثر منظور هاتين القوتين، الإيجابية والسلبية، بعمق على أحكام الشخص وعلاقاته. هناك فروق كبيرة بين هاتين القوتين التي تحدد وجهات نظر الناس تجاه بعضهم البعض وتجاه بيئتهم، ومواقفهم في العلاقات، وأنظمة القيم الخاصة بهم.
قوة الحب
تعتمد قوة الحب على رغبة الشخص في إحداث تأثير إيجابي على نفسه وعلى بيئته والاهتمام برفاهية الآخرين. تعتمد هذه القوة على قيم مثل الصدق والعدل والفضيلة والأخلاق والرحمة. وفي هذا النهج تأتي المسؤولية الأخلاقية والمعنوية للفرد في المقدمة.
هذه القوة تنشأ من الحب والتعاطف. الشخص الذي لديه قوة الحب يستخدم هذه القوة لدعم الآخرين ومساعدتهم وإحداث تأثير إيجابي عليهم. إنه مدفوع برغبة في تحسين نفسه وكذلك المساهمة في رفاهية الآخرين.
يتم استخدام قوة الحب لإلهام الناس وتحفيزهم ودعمهم. تنتقل هذه القوة وتوجه للمساهمة في تنمية الآخرين بدلاً من الإضرار بهم. إن قوة الحب تخلق علاقات أكثر صحة ودعماً وثقة. أولئك الذين لديهم هذه القوة يريدون تمكين الآخرين وتقاسم القيمة.
حب القوة
إن حب القوة يمثل منظوراً موجهاً نحو القوة. هنا يركز الإنسان على مصالحه الشخصية ورغبته في التفوق. وتأتي الرغبة في امتلاك السلطة والتأثير على الآخرين في مقدمة هذا النهج.
حب السلطة يؤدي في كثير من الأحيان إلى الظلم. يهدف إلى إنشاء أو إدارة أو السيطرة على الآخرين. يتضمن هذا الفهم للقوة الرغبة في رؤية الآخرين كأدوات وتوجيههم أو التلاعب بهم. ويؤدي هذا النهج إلى علاقات غير متوازنة؛ في حين يتم التأكيد على تفوق أحد الجانبين، يتم إجبار الجانب الآخر على الطاعة. إن حب السلطة قد يؤدي إلى زيادة المشاعر السلبية في العلاقات، مثل القمع، أو الغيرة، أو انعدام الأمن.
ومن هذا المنظور، تصبح الرغبة في الوصول إلى السلطة أكثر هيمنة، وبالتالي قد تتراجع المبادئ الأخلاقية إلى المرتبة الثانية. إن السلطة تعتبر مجرد أداة يمكن الحصول عليها.
باختصار، يشير حب السلطة إلى رغبة الفرد في السيطرة، والرغبة في السيطرة على الآخرين وحماية مصالحه الخاصة.
خاتمة
في مجرى الحياة، قوة الحب (أي الروح) وحب القوة (أي الأنا) في صراع دائم. أكبر داعم لهذه الثنائية هو الأنا؛ أي الأنانية. الأنا هو مصدر التناقضات والمعارضات في الإنسان. ولكي نتخلص من الصدمات الداخلية التي تسببها هذه التناقضات، علينا أن نحتضن القيم الدائمة للنفس ونتوج نضالنا بثورة داخلية من خلال الاسترشاد بهذه القيم. فالروح فوق كل المتناقضات. الروح خالية من تأثير المعارضات الداخلية وضغطها. كلما اقترب الإنسان من جوهره (نفسه) واتجه نحوها، فإنه يتجاوز هذه المتناقضات.
إذا كانت روحنا تعمل باستمرار على النجاح في الحياة، فسوف يصبح كل شيء أسهل وسط الصعوبات. ولا ينبغي أن ننسى أن "الروح" هي طاقة إلهية وجوهر الحياة التي تمكننا من تقدير ليس فقط أنفسنا بل كل شيء.
ملفونو يوسف بختاش
رئيس جمعية الثقافة واللغة السريانية وادبها / ماردين
You can also send us an email to karyohliso@gmail.com
Leave a Comment