الخلية الحية
من أجل أن تظل خلايانا، التي تحافظ على حيوية بنيتنا الجسدية، حية ونشطة، فإن الأساليب الإيثارية أو التعاطفية التي تنشط تعاطفنا الداخلي ضرورية للغاية وقيمة للغاية. هذه لا غنى عنها.
لأن الإنسان بحسب المفهوم الإلهي فيه نقائص وعيوب. إن هذا النقص يخلق نظام الاحتياجات المتبادلة، ولا يصبح هذا النظام فعالاً إلا عندما تتحقق القيم الأخلاقية والفضائل التي تدعم الحياة.
عندما نقدم مساهمة مادية أو روحية لأي شخص (أو كائن حي) بمشاعر الشفقة على الذات أو عندما نقوم بعمل جيد لهم، فإننا في الواقع نقضي على نقص موجود فينا وبالتالي نكمل جانبًا ناقصًا من أنفسنا.
عندما يتذكر الإنسان نفسه ويتعرف عليها ويفهمها ويكتشف جوهرها، فإنه يمتلك القدرة على تعلم مدى أهمية هذا النظام الذي يضمن دورة الحياة والتوازن بسهولة أكبر.
وهذا يعني أن أي عمل صالح يلبي حاجة أو يكمل نقصاً في شخص آخر لا يرضي ذلك الشخص فحسب، بل ينشط أيضاً الشخص الذي يساهم في العمل الصالح أو يقوم به من حيث سد ذلك النقص. فهو يوفر الراحة لأولئك الذين يفعلون الخير وسط متاعب الحياة.
إن واجبنا الأسمى والأكثر جوهرية في مجرى الحياة هو أن نكمل بعضنا البعض عندما تكون هناك حاجة لذلك، مع الحفاظ على الكرامة الإنسانية وعدم الانجراف وراء مشاعر التفوق مثل الغطرسة والامتنان.
باختصار، لا يمكن ملء الفراغات داخلنا إلا بالمواقف والسلوكيات والعادات المفيدة التي تفي بالتزامات الحب الإلهي. عندما نكون مفيدين لأنفسنا وللآخرين (للحياة) إلى الحد الممكن، فإن حياتنا تجد معنى ويتخذ عالمنا المادي والروحي مظهرًا صحيًا.
ولا ينبغي أن ننسى أننا نصبح أكثر سعادة وقوة بقدر ما نساعد بعضنا البعض ونجعل الآخرين سعداء، دون التقليل أو الاستخفاف.
ملفونو يوسف بختاش
رئيس جمعية الثقافة واللغة السريانية وادبها / ماردين
You can also send us an email to karyohliso@gmail.com
Leave a Comment