المحبة والعطاء

الحياة هي ثقافة الحب. في هذه الثقافة، يعد التوازن بين العطاء والأخذ أمرا ضروريا.

إذا لم تكن هناك ثقافة الحب، فإن ثقافة الخوف ستلعب دورها وتسيطر.

في ثقافة الحب، يحدث التأثير الدائم والبناء في النوايا الخالية من الأنانية والأفعال الصادقة. لأن كل موقف أو سلوك لا يحمل طاقة الحب الإيجابية يخدم ثقافة الخوف. ويُنظر إليه باعتباره تعبيراً عن تلك الثقافة. لأننا نستخدم طاقة الحب (الرحمة، التعاطف، التعاطف) في التصرفات والسلوكيات. وإلا فلن يزدهر هناك إلا المكر والأنانية. الأنانية والمكر، من مشتقات النرجسية، هي مواقف قاسية تسمم متعة الحياة. إنهم جلادون لا يرحمون، يذبحون فرحة الحياة ومتعتها.

ومع ذلك، فإن الإخلاص، الذي هو مشتق من ثقافة الحب، هو انضباط ونظام يخدم أغراضًا جيدة جدًا مع التفاهم المتبادل والتطور.

الطاقة التي تخلق المبدأ الأساسي لهذا النظام هي الحب. الحب هو تعبير عن الذات الحقيقية. هو سلوك المواقف الصادقة.

في الحب الحقيقي لا يمكن أن يأتي أي معنى أو فعل سلبي. إذا وجدها فهذا يعني أن الشر الأخلاقي قد بدأ...!

لأن كل شيء في الحياة يتشكل حسب مستوى الحب والحالة العاطفية في العالم الداخلي. يمكنك أن تعطي دون حب. ولكن لا يمكنك أن تحب دون أن تعطي. لأن الحب أحياناً يعني الإستسلام. إنه يعني التخلي عن تفضيلاتك، أو مناطق راحتك، أو أهدافك، أو طاقتك، أو وقتك لشخص آخر (أحيانًا يكون ذلك الشخص هو العائلة، أو القيم، أو الإنسانية، أو المصلحة العامة للمجتمع، وما إلى ذلك). ورغم أن الحب والاحترام، والمسؤولية، والملكية، والولاء قد تبدو وكأنها جوانب صعبة من الحياة، فإن وضع هذه القيم موضع التنفيذ ليس بالصعوبة التي قد يتصورها المرء إذا كان مدفوعاً بروح التماهي.

يشرح أحد المعلمين/المفكرين الروحيين قانون الحب على النحو التالي:

الحب يفتح أبوابًا لا حدود لها من الكنوز الإلهية. إن أحببنا، فليس في قدرتنا ألا نعطي. العطاء هو الكسب، وهو تحقيق قانون المحبة. بالعطاء، إذًا، نُفعّل القانون الأبدي "الكيل الذي به نقيس". فعندما لا نفكر في الأخذ، يستحيل ألا نأخذ؛ لأن ما تعطيه سيعود إليك لأنه قد تم. أعطِ، تُعطَى لك. لأنه بالكيل الذي به تكيل يُكال لك.

متعة العطاء والأخذ تختلف. ابق سعيدًا ومبتهجًا بفرحة العطاء.

ملفونو يوسف بختاش 

رئيس جمعية الثقافة واللغة السريانية وادبها / ماردين