الحب و السنة الجديدة - Karyo Hliso
Yusuf Begtas:

الحب و السنة الجديدة

Mlfono Yusuf Beğtaş
الحب و السنة الجديدة

الحب و السنة الجديدة الشيء الأهم والأثمن في الحياة هو الحب. لأن الحياة بدون الحب تفقد معناها الحقيقي وتصبح مجرد قشرة فارغة. الحب هو أعمق وأنقى وأسمى المشاعر داخل الإنسان. عندما نحب فإننا نسلط الضوء ليس فقط على الآخرين بل على أنفسنا أيضًا. الحب هو طاقة الحياة. فهو يغذي وينمي روح الإنسان ويجلب له السلام الحقيقي. عندما نحب، نكون أكثر شبهاً بالمسيح. لقد جاء المسيح إلى العالم ليعلم الحب، وليظهر للناس ليس فقط كيفية مشاركة معاناتهم، بل أيضًا قوة وقداسة الحب. الحب الحقيقي ليس مجرد شعور نشعر به تجاه الآخرين، بل هو أيضًا أسلوب حياة، ومنظور. ومع ذلك، في خضم ضغوط الحياة، فإن تعلم الحب دون أن تكون أنانيًا ليس بالأمر السهل. إن الوتيرة السريعة للعالم تجبرنا على التركيز باستمرار على شيء ما. في أغلب الأحيان، نضع مصالحنا واحتياجاتنا قبل الآخرين. هذا الموقف السلبي، على الرغم من أنه خاطئ، إلا أنه جزء من طبيعتنا. لأن الإنسان كائن أناني بطبيعته. الهدف الكامل هو تحويل وتجاوز هذه الطبيعة الأنانية. ما هو دائم هو أن نأخذ في الاعتبار شرف ومصلحة الشخص الذي نرتبط معه بالعلاقة بقدر ما نأخذ في الاعتبار شرفنا ومصلحة أنفسنا. إن البحث عن الراحة والمنفعة الشخصية يخلق حواجز ذهنية أمام الحب. لأنه يتطلب الحب والرحمة والتعاطف والتفاني (وأحيانًا الاستسلام). هذه هي المشاعر التي تتعارض مع مشاعرنا الأنانية، والتي غالبا ما تأخذنا في رحلة صعبة ومضنية. إن تعلم الحب هو مسعى يستمر مدى الحياة. الحب ليس مجرد استجابة عاطفية، بل هو أيضًا مهارة وتطور مستمر. إن إقامة العلاقات بين الناس، والحساسية تجاه معاناة الآخرين، والعطاء دون انتظار أي شيء في المقابل... كل هذه أجزاء من رحلة تعمق وتنضج الإنسان بمرور الوقت. ولكنها تتغذى بالحب والصبر والجهد. كلما أعطى الإنسان وتلقى من الحب أكثر، كلما نما الحب في داخله وأصبح أقوى. لذلك فإن الحب هو قيمة يجب أن نتعلمها ونعيشها. من الممكن أن تسير في هذا الطريق طوال حياتك من خلال أن تمتلئ بالمزيد من الحب كل يوم. الحب يمكن أن يجعل العالم مكانا أكثر جمالا. لكن هذا الجمال ممكن إذا تقدم الجميع على هذا الطريق. الحب هو مسؤولية نشعر بها ليس فقط تجاه أنفسنا بل أيضًا تجاه كل من حولنا. وحمل هذه المسؤولية هو من أسمى فضائل الإنسان. اليوم هو أول يوم في سنة 2025... اليوم هو وقت الاحتفال لفهم واحتضان التجارب التي قدمها لنا الماضي. في هذا اليوم المميز عندما تتجه الروح البشرية نحو بحث أعمق عن المعنى، فإننا جميعًا نفتح بابًا جديدًا معًا. وبينما ننطلق في رحلة إلى معنى الوجود، وبينما نخطو عبر هذا الباب الجديد الذي يدعونا إلى استيعاب جوهر الحياة، فإن أمنيتي وصلاتي الصادقة هي: هذا العام؛ فليكن هذا العام عامًا من الجسور المبنية بالحب والفكر العميق والوعي الصادق. هذا العام؛ فليكن عامًا تلتقي فيه الآفاق والأرواح وتتوثق فيه روابط القلوب. هذا العام؛ فليكن عامًا تعود فيه الإنسانية إلى جذورها وتمتد فروعها بشجاعة إلى السماء. هذا العام؛ فليكن هذا العام عامًا نكتشف فيه النور داخل أنفسنا، ونضيء محيطنا، ونجعل الأحلام حقيقة. فليكن عامًا نعيش فيه كل لحظة بوعي، ونتصرف بمسؤولية أخلاقية، ونتواصل بالرحمة، ونتحدث لغة الرحمة. فليكن هذا العام عام التحول والقيامة والصحوة للبشرية جمعاء. فليكن كل خطوة نتخذها بمثابة برعم جديد وثمرة جديدة لشجرة الحياة. أتمنى لكم عام 2025 مليئًا بالسلام والحكمة والحب. ملفونو يوسف بختاش رئيس جمعية الثقافة واللغة السريانية وادبها / ماردين


 
Please Leave Your Thinking

Leave a Comment

You can also send us an email to karyohliso@gmail.com