بيتنا ونحن

إذا كان المنزل الحجري أو الخرساني الذي نعيش فيه غير نظيف، وقذر، ومليء بالأشياء غير الضرورية، وخاصة إذا كان المطبخ قذرًا، فإن الأمراض ستزداد في هذا المنزل ولن تكون الحياة الصحية ممكنة.

فالإنسان، كالمنزل، يتكون من غرف عقلية وعاطفية وجسدية وروحية. ينبغي أن تكون هذه الغرف، التي تفتح على بعضها البعض، نظيفة دائمًا، وليست متسخة. تعتمد صحة هذه الغرف على تهويتها وتنظيفها في الأوقات المناسبة، حتى لو لم يكن ذلك كل يوم.

لأنه إذا تركت المعاني والمعلومات في هذه الغرف بلا نفس والقيم بلا أكسجين فسيختل التوازن الداخلي للإنسان. تضعف القدرة على الفهم. يصبح نظام التقييم غير واضح، والمنظور ملوثًا، ولا نرى إلا جانبًا واحدًا من الحقيقة.

ولكن إذا تم تهوية الغرف الداخلية بمعلومات جديدة عن الحقيقة وإضاءتها بمعاني جديدة، فإن الوضع يتغير. ينشأ الوعي وينمو.

مع نمو الوعي، تزداد القدرة على الفهم، وتتطور الحرية والأصالة. إن روح ضبط النفس تزداد قوة، والحقيقة تتنفس الحياة.

ولكي يحدث هذا التحول، يجب علينا أن نخصص كل غرفة من بيتنا الداخلي للمسيح، وخاصة المطبخ. عندما يخترق نور المسيح ومحبته، الذي يعطي الأولوية للمسؤولية الأخلاقية والاتساق الأخلاقي، كل زاوية من المنزل، يتبدد الظلام في الغرف، ويتم تنظيف الأوساخ، ويتم تطهير المنزل. وبذلك يسود السلام والراحة في كل زاوية من المنزل.

ولا ينبغي لنا أن ننسى أن المعادل الداخلي للأكسجين الضروري لبقائنا هو الحب. العلاقات الإنسانية موجودة لإنتاج الحب. عندما نلوث علاقاتنا بأفكار خالية من المحبة أو ندمرها بمواقف خالية من المحبة، فإننا نعرض صحتنا العاطفية للخطر.

كما يقال، "الجمال الكامل يكمن في الخير الكامل".

ملفونو يوسف بختاش

رئيس جمعية الثقافة واللغة السريانية وادبها / ماردين